22 Δεκεμβρίου, 2025

‎البطريرك المسكوني: بالصليب تكون الشهادة والاستشهاد. هذا هو واجبنا

Διαδώστε:

البطريرك المسكوني: بالصليب تكون الشهادة والاستشهاد. هذا هو واجبنا. وأما ما تبقّى فهو بين يدي الله.
ترأس الكلي القداسة رئيس اساقفة القسطنطينية روما الجديدة و البطريرك المسكوني برثلماوس الاول القداس الإلهي الذي أُقيم اليوم، الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر 2025، في كنيسة القديس ديمتريوس في سارماسيكي القسطنطينية حيث يوجد أيضًا الغدير المقدّس التاريخي للقديس الشهيد العظيم سباستيانوس، المكرَّم في هذا اليوم.
وأعرب الكلي القداسة البطريرك برثلماسو عن فرحه وتأثّره لزيارته هذا العام أيضًا جماعة سارماسيكي،
«وهي تقليد أرسيناه منذ بداية بطريركيتنا المتواضعة، تعبيرًا عن التسبيح والشكر لله واهب العطايا، على انتخابنا بنعمة إلهية في هذا اليوم من عام 1973 متروبوليتًا لفيلادلفيا».
وتابع غبطته قائلاً:
«في مثل هذا اليوم من كل عام، تعود أفكارنا ونعيش من جديد تلك اللحظات. نؤمن أن كل إنسان يترك شيئًا من ذاته، شيئًا من قلبه، في المكان الذي دُعي فيه يومًا ليقدّم خدماته، خادمًا الكنيسة والمجتمع والإنسان. وهذا الشيء يتحوّل لاحقًا إلى حنين وذكرى ورباط روحي دائم لا ينحل، يهب الحياة عذوبة. وكل هذا يتجلّى على نحو أعمق حين تكون علاقات الأشخاص والمؤسسات نزيهة ومستقيمة وصادقة ونقيّة. عندئذٍ تترسّخ المودّة المتبادلة والثقة، ويُخدم، بصورة أكثر ثمرًا وفاعلية، المثل الأعلى أو المؤسسة التي يخدمها الأشخاص».
«وهذه بالضبط هي العلاقة التي بنتها تواضعنا مع سلفنا المثلّث الذكر البطريرك المسكوني ديمتريوس، حين دعانا، ونحن أرشمندريت شاب، إلى تولّي إدارة المكتب البطريركي الخاص الذي كان قد أُنشئ حديثًا، في تموز/يوليو 1972. وهذه العلاقة عينها جدّدناها معًا في المجمع المقدّس في 18 كانون الأول/ديسمبر 1973، عندما عبّر البطريرك ديمتريوس، في ما يُعرف بـ(الرسالة الصغرى)، ومع إعلان انتخابنا متروبوليتًا لفيلادلفيا، عن قناعته العميقة بأننا “سنكرّم الكنيسة التي كرّمتنا في كل شيء، وأننا بمسؤولية أكبر وغيرة واجتهاد، سنخدم الكنيسة الأم، بتواضع دائم وأمانة وطاعة لها، معتبرين ما هو لمجدها، لمجد الله”.»
«ولذلك كانت إجابتنا في خطابنا الجوابي، يوم سيامتنا أسقفًا في عيد الميلاد عام 1973، كما يلي: ‘أقدّم للكنيسة، في هذه اللحظة المقدّسة، وعدًا بأن أعمل، وفي صفتي الجديدة أيضًا، بكل ما لديّ من قوى متواضعة، بغيرة أعظم من اليوم وبالأمانة والإخلاص نفسيهما، من أجل مجدها لمجد الله ومن أجل خلاص النفوس’. وتابعنا قائلين: ‘أعد أمامكم، يا صاحب القداسة، أن أحبّ الإنسان وأكرّمه وأحترمه كصورة لله، وأن أخدمه بفرح واستعداد، وإن اقتضى الأمر أن أضحّي من أجله. ففيلادلفيا ستذكّرني بلا انقطاع بأن عليّ أن أحبّ إخوتي’.»
«وبعد اثنين وخمسين عامًا، ما زال هذا الوعد نفسه يهزّ نفوسنا ويشكّل المبدأ الموجّه لكل قرار من قراراتنا، ولرعايتنا الراعوية عمومًا. هذا الوعد هو الذي حفظنا وثبّتنا في المركز الموقّر للأرثوذكسية طوال هذه السنوات. وعندما حلّت أزمنة قاسية، وجدنا من جديد في هذا الوعد، وفي إيماننا الثابت بالله، ملجأً وسندًا، واستمددنا منه الصبر وتقوّينا. حقًا، ‘عظيمة هي أعمال الإيمان’. وبهذا الإيمان زادًا لنا، حتى عندما كنّا في أتون النار أو في برد سهوب الشمال المهدِّد، كنّا نشعر كأننا عند مياه الراحة!»
«وإذ لا نغفل الصلبان المتعدّدة، والآلام والأحزان في الحياة اليومية، نسير في طريق مصيرنا، غير ناسين أنه لا قيامة بلا صليب. بالصليب خلاص الإنسان. بالصليب الحياة والقوة والفضيلة. بالصليب قيامة المسيح وقيامة الإنسان. بالصليب الشهادة والاستشهاد. هذا هو واجبنا. وأما ما تبقّى فهو بين يدي الله، الذي يكتب التاريخ بنا نحن البشر، والذي لن يسمح بأن نُجرَّب فوق ما نحتمل»
وأشار الكلي القداسة إلى الزيارة الرسمية الأخيرة لقداسة بابا روما لاون الرابع عشر إلى البطريركية المسكونية، فقال:
«لقد استقطبت الزيارة البابوية اهتمامًا عالميًا، وتحدّث الجميع عنها وكتبوا بشأنها. أمّا حضورنا نحن هنا فهو زيارة بسيطة وعادية لراعٍ إلى رعيته، لا تحمل في ظاهرها أي أمر استثنائي. وبالتالي، لا توجد – ظاهريًا – أية مشابهة ولا يمكن إجراء أي مقارنة بين هاتين الزيارتين. ولكن، كلا. فهناك بالفعل وجه شبه بينهما، وهو الدافع الذي حرّك كلتيهما.
فقد ذكر البابا، قبل أيام قليلة من مغادرته روما متوجّهًا إلى تركيا، وكرّر ذلك في كلمته الجوابية في الكنيسة البطريركية الموقّرة، يوم عيد جلوسنا على العرش في عيد القديس أندراوس، أنّه ما دام العالم المسيحي منقسمًا، فإن مصداقية الإنجيل تضعف، ويخور عمل الكنيسة ورسالتها في العالم. لذلك جاء البابا لاون إلينا لكي نلتقي في الروح، ونعزّز معًا الحوار اللاهوتي بين كنيستينا الشقيقتين. جاء لكي نبني الوحدة المسيحية، ونُسهم في ممارسة أكثر فاعلية للعمل الرعوي والإرسالي للكنيسة تجاه عالمنا المعاصر القَلِق.
ومن ثمّ، كان لهذه الزيارة البابوية إلى البطريركية المسكونية بُعدٌ رعوي أيضًا. وكما هو الحال، على نحو مماثل، فإن زيارتنا اليوم إليكم هنا، أيها الأبناء في الرب، هي زيارة رعوية خالصة. إن واجبنا، نحن رعاة الكنيسة، هو أن نبشّر بإنجيل المسيح وبالمحبة والسلام المنبثقين عنه، في كل اتجاه، إلى القريبين والبعيدين.
وبهذه الأفكار الراهنة أردنا أن نحيّي أبويًا اجتماعنا اليوم باسم الرب. إن اجتماعاتنا الإفخارستية خلال ترؤسنا البطريركي للصلاة في مختلف جماعات أبرشيتنا الأقدس، تقوّي إيمان جميعنا المشاركين في الصلاة، وتشكل مناسبة فرح واعتزاز لنا شخصيًا، لما تتيحه لنا في كل مرة من فرصة للتواصل مع رعيّتنا العزيزة هنا».
كما أعرب الكلي القداسة البطريرك عن تقديره تجاه سيادة الاسقف المعاون مشرف منطقة الفنار–القرن الذهبي في ابرشية القسطنطينية المطران ادريانوس اسقف هاليكارناسوسو تجاه كاهن الرعية واللجنة الكنسية للجماعة، تقديرًا للعمل الذي يقومون به.
ورحّب بحرارة بصاحب السيادة متروبوليت سيمي، المطران خريسوستوموس، وبمساعده الذي سيم حديثًا، سياةاسقف رودوستولوس، الاسقف أنطونيوس،
«الذي نصلّي له من أجل خدمة أسقفية مرضيّة لله ومثمرة، دعمًا وتعزيزًا للعمل الرعوي في هذه الأبرشية الحدودية التابعة للكنيسة الأم»،
كما رحّب بوفد الدير البطريركي والستافروبيغي للقديس ديونيسيوس الأولمبي، برئاسة رئيس الدير سيادة الأرشمندريت مكسيموس،
«الذي يزورنا بانتظام كل عام في مثل هذه الأيام المباركة لينال بركة الكنيسة الأم للسنة الجديدة، ويمنحنا فرحًا عظيمًا!»
وكان سيادة الاسقف ادريانوس قد استقبل الكلي القداسة البطريرك في وقت سابق بكلمات ترحيب حارة.
وفي مساء اليوم نفسه، زار ابانا البطريرك دار المسنين في بالوكلي، حيث اطّلع من حضرة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاستشفائية، السيد قسطنطين يوانيديس، على إنجاز أعمال ترميم المبنى الذي كان قد تضرّر بسبب حريق في آب/أغسطس 2022.

‎البطريركية المسكونية باللغة العربية‎ 

Διαδώστε: