بيان التشاور الأكاديمي الثاني عشر بين اليهودية والمسيحية الأرثوذكسية
بيان التشاور الأكاديمي الثاني عشر بين اليهودية والمسيحية الأرثوذكسية
جنيف، 7–10 كانون الأول/ديسمبر 2025
عُقِد التشاور الأكاديمي الثاني عشر بين اليهودية والمسيحية الأرثوذكسية، الذي دعا إليه كلاً من البطريركية المسكونية واللجنة اليهودية الدولية للتشاور بين الأديان (IJCIC)، في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 كانون الأول/ديسمبر 2025 (17–20 كسلو 5786) في جنيف، سويسرا.
وفي الجلسة الافتتاحية، ألقى الكلي القداسة رئيس اساقفة القسطنطينية روما الجديدة والبطريرك المسكوني برثلماوس الاول الكلمة الرئيسية.
وجاء هذا التشاور – الذي يمثّل ما يقارب نصف قرن من الحوار بين الجماعتين الدينيتين العالميتين – مخصّصًا للموضوع: “قدسية المكان – قدسية الفضاء”، وترأسه من الجانبين كلٌّ من صاحب السيادة متروبوليت خلقيدونية المطران عمانوئيل ورئيس لجنة IJCIC الحاخام مارك دراتش.
في كلمته الافتتاحية، قال الكلي القداسة البطريرك المسكوني برثلماوس إن “الحيّز المقدّس ليس متحفًا للجمال، ولا نافذة جامدة تطل على الماضي. بل يشكّل دعوة أخلاقية وروحية لنختبر إيماننا داخل العالم. إنّه يدعونا إلى القداسة، والعدل، والرحمة. فالخبرة الجسدية داخل الكنيسة – من الأروقة المفتوحة التي تشبه سفنًا جاهزة لحمل المؤمنين، إلى أوضاع الصلاة – تذكّرنا بأن العبادة ليست هروبًا من العالم، بل تحوّلًا من أجل العالم… وهنا نجد صدى قويًا مع التقليد اليهودي. فالحيّز المقدّس لا ينفصل عن المسؤولية الأخلاقية… [ففي] نظر الله، لا بدّ أن تُعبَّر القداسة الأصيلة من خلال العدل والرحمة.”
وتابع قائلًا:
“هنا، في هذا التشاور، نحن نبني حيّزًا مقدّسًا معًا، إذ نلتقي بعضنا البعض في مجال من التعلّم والثقة والرجاء. ومع مواصلة حوارنا، لنتقوَّ جميعًا بشهادة تقاليدنا وعظمائنا الروحيين، كي لا ننغلق على أنفسنا، بل نوسّع حدود القداسة في عالمنا.”
سبق كلمة ابانا البطريرك المسكوني مداخلتان افتتاحيتان لكلّ من المتروبوليت إيمانوئيل والحاخام دراتش، وتلتها كلمة ردّ للحاخام البروفيسور ريتشارد ماركر، أحد رؤساء IJCIC السابقين الحاضرين في الاجتماع، والمسؤول الأساسي في اللجنة عن التواصل مع الشركاء المسيحيين الأرثوذكس في التحضير لهذا التشاور الثنائي.
وتضمّنت لجنة التنظيم كلًا من اصحاب السيادة والسعادة :
المتقدم في الكهنة الاب الدكتور مايكل آزار، ؛
الحاخامة شوشانا بويد غلفاند؛
الحاخام الدكتور جو كانوفسكي؛
المتقدم في الكهنة الاب الدكتور نيقولا كازاريان،
الحاخام دانييل ف. بوليش؛
الأرشمندريت الدكتور جيفري ريدي،
والدكتور غاري فاتشيكوراس.
في كلمته الترحيبية، أشاد الحاخام دراتش بـ “الشجاعة والرؤية اللتين حافظتا على الحوار بين اليهود والمسيحيين الأرثوذكس”، وبـ “الدبلوماسية الصبورة” و”الدفء الشخصي” اللذين “حوّلا الالتزام المؤسسي إلى صداقة حقيقية.” وقال:
“منذ لقاءاتنا الأولى، سرنا في طريق لم يكن الكثيرون ليتخيّلوه. تعلّمنا من بعضنا البعض، تحدّثنا معًا، وحلمنا معًا.”
وبعد كلمته الترحيبية، قدّم المتروبوليت إيمانوئيل تكريمًا احتفاليًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على العلاقات بين اليهود والمسيحيين الأرثوذكس، إحياءً لذكرى المثلث الرحمات المتروبوليت داماسكينوس أسقف أدرينوبول (1936–2011) والدكتور غيرهارت م. ريغنر (1911–2001) ودورهما الريادي في إطلاق هذا الحوار. وقال في كلمته:
“ها نحن نجد أنفسنا هنا، في جنيف. مكان ذو ثقل خاص، ومساحة مشبعة بالتاريخ وبآلام الحوار، إذ نقترب من مرور خمسين عامًا منذ انطلاق هذه المحادثة. يمكن القول إننا نعيش لحظة تلتقي فيها التاريخ باللاهوت، كخبرة حية تتجاوز المفهوم المجرّد.”
ثم عُرضت مادة فوتوغرافية أعدّها الدكتور فاتشيكوراس، استعرضت خمسة عقود من تاريخ غني وذي معنى.
في مساء اليوم السابق، وبعد كلمات ترحيبية في العشاء الافتتاحي ألقاها المتروبوليت إيمانوئيل ونائب رئيس IJCIC ديفيد مايكلز، قدّم الأب آزار مراجعة لمجمل المشاورات السابقة بين اليهود والمسيحيين الأرثوذكس.
وخلال بقية اليوم الأول من الحوار، ناقش الحاخام كانوفسكي وسيادة متروبوليت السويد وكل الدول الاسكندنافيا المطران كليوباس موضوع “ما الذي يجعل المكان مقدسًا؟”. كما تناول الحاخام الدكتور ديفيد ساندمل والأب آزار المشروع الجاري بعنوان “كيف نتحدّث عن الآخر؟”. تلا ذلك عرض قدّمه كلّ من الحاخام نوعام مارانس وسعادة السفير ميخاو كلينغر حول موضوع “الفضاء كقوة – السيطرة، الهوية، والتعبير المقدّس.”
وفي اليوم التالي، قادت الحاخامة شوشانا بويد غلفاند والأب ريدي وفود المشاركين في تمرين مشترك لاستكشاف النصوص الدينية وطرق تفسيرها. وبعد ذلك، ناقش كلّ من الحاخام ساندمل والدكتور ثيودور كيسكوس موضوع “القداسة في الأماكن الثانوية” ضمن كل تقليد ديني.
بعد ذلك، اطّلع المندوبون على هذا البيان وأقرّوه، وقدّمه الأب كازاريان والسيد مايكلز، ثم استمعوا إلى كلمات ختامية عقب مناقشة الجهود المستمرة لتعزيز وتوثيق العلاقات بين اليهود والمسيحيين الأرثوذكس في مختلف أنحاء العالم.
عُقد أول تشاور أكاديمي دولي بين اليهود والمسيحيين الأرثوذكس في لوتسرن عام 1977. وتلت ذلك لقاءات في بوخارست، أثينا، القدس، تسالونيكي، وفيينا. وقد تناولت تلك الاجتماعات موضوعات مثل: الشريعة والتقليد والجماعة، الاستمرارية والتجديد، الحداثة، السلام والعدالة، الحرية الدينية، الأزمات العالمية والتحديات الأخلاقية، البيئة، المراكز الروحية والشتات، أهمية القدس، وكيفية إدارة “العلاقات مع العالم ومع بعضنا البعض”.
وشارك في تشاور جنيف ممثّلون كبار عن: بطريركية القسطنطينية المسكونية، وبطريركية الإسكندرية، وبطريركية القدس، وبطريركية رومانيا، وبطريركية بلغاريا، وبطريركية جورجيا، والكنيسة الأرثوذكسية القبرصية، والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، والكنيسة الأرثوذكسية البولندية، والكنيسة الأرثوذكسية الألبانية، وكنيسة الأراضي التشيكية وسلوفاكيا. كما أرسل رؤساء كنائس من مناطق مختلفة في العالم رسائل خطية إلى المجتمعين. وكما جرت العادة في تاريخ هذا التشاور، فقد أوفد الكرسي الرسولي أيضًا مراقبًا، هو سيادة رئيس الأساقفة فلافيو باتشه، أمين سر دائرة تعزيز الوحدة المسيحية ونائب رئيس لجنة العلاقات الدينية مع اليهود.
تُعدّ IJCIC الممثّل المعترف به للجماعة اليهودية الدولية في الحوارات مع كبرى المجموعات الدينية العالمية. وتشمل الهيئات المكوّنة لها: اللجنة اليهودية الأمريكية، رابطة مكافحة التشهير، بني بريث الدولية، مؤتمر الحاخامات الأمريكيين، المجلس اليهودي الإسرائيلي للعلاقات بين الأديان، جمعية الحاخامين، مجلس حاخامي أمريكا، اتحاد اليهودية الإصلاحية، اتحاد الجماعات اليهودية الأرثوذكسية في أمريكا، اتحاد اليهودية التحفظية، والمؤتمر اليهودي العالمي.
اختتم المشاركون التشاور وقد غمرتهم مشاعر التقدير العميق للروح الأخوية والاحترام المتبادل اللذين طبعا لقاءاتهم خلال الأيام الماضية. فقد أنشأت مناقشاتهم، وتجاربهم المشتركة، ولحظات التعلّم بينهم، شعورًا حقيقيًا بالتعاون وحوارًا متجددًا.
11 Δεκεμβρίου, 2025
بيان التشاور الأكاديمي الثاني عشر بين اليهودية والمسيحية الأرثوذك
Διαδώστε:

Διαδώστε: