سيامة متروبوليت أنقرة العاصمة التركية

Διαδώστε:

سيامة سيادة متروبوليت أنقرة العاصمة التركية المنتخب حديثاً خلفاً للمثلث الرحمات المتروبوليت ارميا قدس الارشمندريت غريغوريوس
صور الجزء الثالث
باحتفال مهيب وبمهابة خاصة، جرت يوم أحد القديسين الاجداد الأوّلين، الموافق 14 كانون الأول/ديسمبر 2025، في الكنيسة البطريركية الموقرة في الفنار القسطنطينية كاتدرائية ألقديس جاورجيوس ، سيامة المنتخب متروبوليت أنقرة قدس الارشمندريت غريغوريوس الى درجة الاسقفية.
وترأس القداس الإلهي الكلي القداسة رئيس اساقفة القسطنطينية و البطريرك المسكوني برثلماوس الاول وشاركه أصحاب السيادة مطارنة: ديديموتيخو وأورستيادا وسوفلي المتروبوليت دمسكينوس، الإسكندرابوليس وترايانوبوليس وساموثراكي المتروبوليت أنثيموس، إمبروس وتينيدوس المتروبوليت كيريلّس، فثيوتيس المتروبوليت سمعان، ساراندا إكليسيس المتروبوليت أندراوس، وثيرا وأمورغوس والجزر المتروبوليت أمفيلوخيوس.
وقبل سيامة المتروبوليت الجديد، ألقى الكلي القداسة البطريرك المسكوني كلمة تحدث فيها عن شخصية وخدمة سيادة المطران المنتخب غريغوريوس، الذي خدم في مواقع متعددة داخل البلاط البطريركي، وصولًا إلى منصب رئيس المزامنة الكبرى. النائب الاسقفي على ابرشية القسطنطينية
وقال قداسته:
تفرح كنيسة المسيح العظمى المقدسة بترقية مستحقة لأحد أبنائها الأحباء، وهي على يقين بأن أسقفها الجديد سيمثل ويجسّد روح الفنار: الأمانة لما تسلّمناه من أسلافنا، وحسن الإصغاء لعلامات الأزمنة، والاهتمام بالإنسان، بحياته الأرضية ومصيره الأبدي. فلا تنسَ لحظة واحدة أنك أسقف الكنيسة الأولى على عرش الأرثوذكسية.»
وأضاف:
لقد ذكرنا سابقًا أن حياة الكنيسة العظمى هي سباق تتابع، يتطلب، إلى جانب الروح النضالية، التضامن والتنسيق. فعندما نتسلّم العصا شخصيًا لا نركن إلى إنجازات من سبقونا، بل نُدعَى إلى تنمية قدراتنا وإبراز قوانا. فإذا لم نفعل، وإذا لم نجتز مرحلتنا بسرعة وأمانة، انهار الجهد بأكمله. هكذا هي الكنيسة، التي تعيش من وحدة واستمرارية التقليد، ومن النضالات المشتركة، ومن وحدة الفكر بين الذين يحملون العصا والذين سيتسلمونها. المطلوب يقظة وحضور فاعل. لا أحد ينتصر وحده. إن انتخابك وسيامتك أسقفًا، أيها الحبيب إلى الله، يجسدان هذه الحقيقة.»
وتابع قائلًا:
«لقد خدمت بأمانة منذ عام 2008 في البلاط البطريركي فبصفتك شماسًا بطريركيًا كنت مساعدًا للمثلث الرحمة رئيس الأرشيف الأب نيقولاوس بتروبيليس، وتولّيت مهام خدمية أخرى عديدة، من بينها التعاون مع المثلث الذكر إفستراتيوس زيغينيس في الأرشيف التاريخي. ثم في عام 2015 رُقيت إلى شماس الصف، وفي عام 2017 سُمّيت نائبًا للسكرتير، وفي عام 2021 سكرتيرًا عامًا، ومنذ عام 2023 تولّيت مسؤولية رئاسة المزامنة الكبرى للبطريركية المسكونية.»
وختم:
إلى جانب عطائك في المركز الموقر للأرثوذكسية، عرفك مؤمنو المدينة وقدّروك من خلال خدمتك المتكررة في كنائسنا المقدسة، كما أحبك أبناء إمبروس لكثرة حضورك في الجزيرة وعملك الروحي مع الشباب الدارسين، حيث كنت تعلّمهم أن يكتشفوا، في نور القنديل والشمعة، كامل حقيقة الأرثوذكسية، وفي الحياة الليتورجية، جوهر حضارتنا الروحية.
وبعد أن استعرض ابانا البطريرك برثلماسو تاريخ الابرشية الكنسية لأنقرة، وجّه نصائح أبوية إلى صاحب السيادة المحبوب إلى الله، بمناسبة بدء خدمته الأسقفية.
وقال:
«تتسلّم، أيها الحبيب بالله، ابرشية يكون فيها “الحصاد كثيرًا”. فإلى جانب المؤمنين الأرثوذكس العاملين في البعثات الدبلوماسية، يقيم ويعمل في عاصمة البلاد أكثر من عشرة آلاف أرثوذكسي من أصول قومية مختلفة. وأنت ابن الأرض التراقية المباركة، التي ما زال يُزرع فيها حتى اليوم روح التضامن والعيش المتناغم مع ثقافات وديانات أخرى، وهي مواقف تنتمي إلى صلب القيم السامية التي تقوم عليها سلامة الشعوب ومستقبل الإنسانية. فاحفظ، كحدقة العين، هذا الإرث الآبائي، هذا الخُلُق القائم على الحرية، الذي لا ينسجم مع أشكال الأصوليات المتعددة.»
وتابع الكلي القداسة قائلاً:
> «وفي هذا الروح، نذكّرك أبويًا بمفهومين أساسيين يختزلان ويعبّران عن هوية أسقف الكنيسة الأرثوذكسية ورسالتها:
أولًا: الإفخارستيا الإلهية، وثانيًا: الخدمة.»
أولًا – الإفخارستيا الإلهية
«لا تنسَ لاهوت المنصب الأسقفي. فجوهر رسالتك والمصدر الذي تستقي منه القوة والتوجيه هو التحقيق الإفخارستي للكنيسة. إن الإكليسيولوجيا الإفخارستية، التي ترتكز أسسها على التقليد الكتابي والعقائدي والقانوني والليتورجي للكنيسة، ترى في الأسقف رئيس الجماعة الإفخارستية، وتنبثق من هذا الموقع جميع مسؤولياته الكنسية الأخرى وامتيازاته.
وكما بيّن في أطروحته للدكتوراه المثلث الرحمة متروبوليت برغامون يوحنا، قبل ستين عامًا تمامًا، فإن الكنيسة القديمة كانت تعتبر أن “الأسقف كان أولًا وقبل كل شيء الكاهن، الوحيد الذي له حق تقديم الإفخارستيا بحكم سيامته… ومن خلال يديه كانت تمر خلاص أعضاء الكنيسة. ولذلك فإن من لا يعبر عبر الأسقف في علاقته بالله، ‘يعبد إبليس’ (إغناطيوس). ومن هنا أيضًا المبدأ الذي صاغه كبريانوس، بأن الكنيسة قائمة في الأسقف، وأن ‘حيث يكون الأسقف تكون الكنيسة’ (الرسالة 66، 😎. وهكذا صار رأس الجماعة الإفخارستية تلقائيًا الرأس المنظور للكنيسة في ذلك الموضع.”
(يوحنا زيزيولاس، وحدة الكنيسة في الإفخارستيا الإلهية وفي الأسقف خلال القرون الثلاثة الأولى، أثينا 1965، ص. 191).
ومن هذا الارتباط تنبع الكرامة الخاصة والاحترام الذي تُكنّه التقوى الأرثوذكسية للأسقف.»
ثانيًا – الخدمة
> «إن دعوتك وشهادتك تختصران بوضوح في كلمة ‘الخدمة’، بحسب قول الرب: ‘مَن أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومن أراد أن يكون أولًا فليكن لكم عبدًا، كما أن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم’ (متى 20: 27–28). لقد رفع يسوع المسيح شأن فعل الخدمة وجعله شرطًا ثابتًا للوجود المسيحي. فابقَ شماسًا طوال حياتك، حاملًا ومعبّرًا عن خُلُق المحبة الباذلة، التي من جهة لا تعرف حدودًا، ومن جهة أخرى تبقى دائمًا شخصية وملموسة في عنايتها الخدمية بالقريب. إن أكثر الصحارى جفافًا وعقمًا هي قلب الإنسان الذي لا يحب، المنغلق على ذاته، الذي، بحسب الرسول بولس، لا يوجد كإنسان. ‘إن لم تكن لي محبة، فلست شيئًا’ (1 كورنثوس 13: 2).»
وفي ختام كلمته، ذكّر قداسته بأن صاحب السيادة المحبوب إلى الله، وهو من الداعمين المتحمسين لامتيازات وحقوق الكرسي المسكوني، قد أولى اهتمامًا خاصًا بموضوع الاستقلال الكنسي الأوكراني، وألّف كتابًا بعنوان:
«شريعة النعمة في كنيسة المسيح العظمى. مساهمة في مسألة السيامات الكنسية في أوكرانيا» (أثينا – الفنار، 2023).
كما حثّه قداسته:
«أن يواصل استقاء الإلهام والمعرفة من علم اللاهوت في عمله الليتورجي والوعظي والرعوي، وفي الشهادة الحسنة في العالم عن النعمة التي أتت بالمسيح، وعن تذوّق، في السرّ والأسرار المقدسة في الكنيسة، فرح ملكوت الأبدية الكامل.»
وحضر في الصلاة أصحاب السيادة المطارنة: ديركون المتروبوليت أبوسطولوس، ميريوفيتو وبيريستاسيوس المتروبوليت إيرينيوس، ميراليكية المتروبوليت خريسوستوموس، بورصة المتروبوليت يواكيم، كاليوبوليس وماديتوس المتروبوليت ستيفانوس، سلوقية المتروبوليت ثيودوروس، كما حضر أصحاب السيادة الأساقفة: أموريون الأسقف نيكيفوروس، هاليكارناسوس المعاون البطريركي في ابرشية القسطنطينية الأسقف أدريانوس، أرابيسوس الأسقف كاسيانوس رئيس دير الثالوث الاقدس البطريركي في جزيرة خالكي ترالّيون المعاون البطريركي في ابرشية القسطنطينيةالأسقف بنيامين، زانثوبوليس رئيس دير ينبوع الحياة البطريركي العجائبي في القسطنطينية الأسقف باييسيوس، وإبيداوروس الأسقف نيقوديموس، إلى جانب عدد من الإكليريكيين والأراخنة الأوفيكياليين في كنيسة المسيح العظمى.
كما حضر أيضًا اصحاب السعادة سفيرا اليونان وأوكرانيا في أنقرة، سعادة السفيرين ثيودوروس بيزاكيس وناريمن دزياليالوف على التوالي، برفقة القنصلين العامين لهذين البلدين في المدينة، سعادة السفير كونستانتينوس كوتراس ورومان نيديليسكي، وكذلك رئيس بلدية مارونيا–سابون المحترم أبوسطولوس يوانّو، وعدد من المسؤولين المحليين، إضافة إلى إخوة المتروبوليت الجديد وأقربائه، يتقدمهم والده الموقر قدس الأب بوليكاربوس فرنكـاكيس، إلى جانب أبناء بلدته من ألكساندروبوليس وسابيس مارونيا، فضلًا عن عدد كبير من المؤمنين من المدينة.
وعقب ذلك مباشرة، وفي قاعة العرش الغاصّة بالحضور داخل الدار البطريركية، ألقى المتروبوليت الجديد كلمة الشكر، عبّر فيها مجددًا عن امتنانه لقداسة البطريرك المسكوني ولأعضاء المجمع المقدس على انتخابه، كما تحدّث بتأثر بالغ عن خدمته في الفنار، وعن عزمه أن يكرّس نفسه كليًا لرعاية رعية الإيبارشية الكنسية لأنقرة، التي قدم وفد كبير منها من العاصمة خصيصًا للمشاركة في سيامته.

‎البطريركية المسكونية باللغة العربية‎

H αναδημοσίευση του παραπάνω άρθρου ή μέρους του επιτρέπεται μόνο αν αναφέρεται ως πηγή το ORTHODOXIANEWSAGENCY.GR με ενεργό σύνδεσμο στην εν λόγω καταχώρηση.