حفل موسيقي كنسي في بيت جالا
أُقيم مساء يوم الأحد الموافق 14 كانون الأول (1 كانون الأول شرقي) 2025 حفل موسيقي في كنيسة القديس نيقولاوس في بيت جالا، أحياه خورس رعية الروم الأرثوذكسية في بيت جالا، بالتعاون مع خورس كنيسة القيامة تحت إشراف المرتّل الأوّل الشمّاس إفستاثيوس.
وجاء هذا الاحتفال إحياءً للذكرى المئوية لتأسيس الكنيسة، وتزامنًا مع الانتهاء من ترميم الكنيسة السفلية المكرّسة للقديس نيقولاوس، وهي كنيسة تذكارية تُخلّد مرور القديس في هذه المنطقة حسب التقليد.
وخلال الاحتفال، رُتِّلت تراتيل الميلاد باللغتين اليونانية والعربية، ما أضفى أجواءً من الفرح الروحي والغبطة على جموع المؤمنين من أبناء رعية بيت جالا الحاضرين.
وقد شرّف الاحتفالَ بحضوره صاحب الغبطة كيريوي كيريوس ثيوفيلوس الثالث. كما حضر رئيس دير بيت جالا ودير الرعاة الأرشمندريت إغناطيوس، وكهنة الرعية: قدس الآباء بولس، يوسف، وإلياس، إلى جانب أعضاء المجلس الملّي. كذلك حضر رئيس بلدية بيت ساحور السيد إلياس سعيد، وعدد من ممثلي السلطة الفلسطينية، من بينهم وزير السياحة السيد هاني حايك، والسيد جهاد خير مندوباً عن رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس السيد رمزي خوري.
وخلال الحفل القى صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث كلمة بهذه المناسبة:
«أُسَبِّحُ الرَّبَّ طُولَ حَيَاتِي، وَأُرَنِّمُ لإِلَهِي مَا دُمْتُ حَيًّا. لِيَحْسُنْ أَمَامَهُ تَأَمُّلِي، وَأَنَا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ» (مزمور 103: 33–34)، هكذا يهتف صاحب المزامير.
أيها الإخوة الأحبّاء في المسيح،
السيد رئيس وأعضاء مؤسستكم الكرام،
في هذه الأيام العصيبة المليئة بالتجارب والآلام في الأرض المقدسة، ولا سيّما في موضع ميلاد مخلّصنا المسيح، يبرز هذا الحدث الروحي المميّز، وهو تقديم التراتيل الكنسية الميلادية، التي أنشدتها جوقات رعيّتنا الرومية الأرثوذكسية التقية في بيت جالا، إلى جانب جوقة كنيسة القيامة.
يحمل هذا الحدث رسالتين أساسيتين:
الأولى، الرجاء في شمس البرّ الصاعدة، المسيح، كما نسمع وصيّة الرسول الإلهي بولس: «فَإِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِثْلُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُجَاهِدْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْي…» (عبرانيين 12: 1–2).
والثانية، وحدة روح المسيح، التي بها «لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلا يُونَانِيٌّ، لَيْسَ عَبْدٌ وَلا حُرٌّ، لَيْسَ ذَكَرٌ وَلا أُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (غلاطية 3: 28).
نُعلن هذه الوحدة في المسيح من خلال العبادة والقداس الإلهي في الكنائس المقدسة، حيث نسبّح ونبارك اسم الله الواحد المثلّث الأقانيم، ونكرّم قدّيسيه، ونمجّد والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية، مريم.
وبحسب النبي داود، ينبغي أن تكون حياة المؤمن ترنيمة تسبيح وشكر لله: «أُسَبِّحُ الرَّبَّ طُولَ حَيَاتِي، وَأُرَنِّمُ لإِلَهِي مَا دُمْتُ حَيًّا». وكذلك يوصي الرسول بولس قائلًا: «امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُسَبِّحِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ، شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّهِ وَالآبِ» (أفسس 5: 18–20).
إن الترتيل المزموري، أي تسبيح الله بالألحان، المعروف بالموسيقى الكنسية أو «البيزنطية»، يدعونا إلى تمجيد خالق الخليقة، ويجذب جميع المصلّين إلى سرّ العبادة. وكما يعلّمنا القديس أثناسيوس الكبير: «إن ترتيل المزامير بنغمة ليس طلبًا لحسن الصوت، بل هو دليل على انسجام أفكار النفس، أمّا القراءة الموزونة فهي رمز لحالة العقل المنظّمة والهادئة». وبعبارة أبسط: «إن التلاوة الموزونة للمزامير ليست سعيًا إلى جمال الغناء، بل تعبير عن تناغم أفكار النفس، وكذلك القراءة المتّزنة هي رمز لصفاء العقل وسكينته».
لذلك، نحن مدعوون، بحسب وصيّة الرسول بولس الملهم، إلى ترتيل المزامير والأغاني الروحية، ولا سيّما في أزمنة الضيق، عالمين أن «الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً» (راجع رومية 5: 3–4).
وبصفتنا راعيًا روحيًا وبطريركًا، «مُقَدِّمِينَ أُمُورًا حَسَنَةً، لَيْسَ قُدَّامَ الرَّبِّ فَقَطْ بَلْ قُدَّامَ النَّاسِ أَيْضًا» (2 كورنثوس 8: 21)، نفرح معكم بهذه المبادرة المباركة في الترتيل والتسبيح، ونثمّن كل عمل صالح قمتم به لمجد الله وكنيسته.
ونصلّي من أجل جميع المشاركين في هذا الاحتفال الكنسي التقوي أن ينالوا استنارة إلهية من العلى، لكي نحتفل احتفالًا روحيًا، لا ماديًا أو عالميًا فحسب، بعيد الأعياد، أي ميلاد إلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، هاتفين مع الملائكة القديسين: «المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» (لوقا 2: 14).
أعاد الله عليكم هذه المناسبة بسلام وبركة، وعيد ميلاد مجيد. آمين.
وفي ختام الاحتفال قدّمت رعية بيت جالا دروعاً تكريميةً إلى صاحب الغبطة، وإلى عدد من الأشخاص الذين ساهموا في ترميم كنيسة القديس نيقولاوس.
مكتب السكرتارية العامة

H αναδημοσίευση του παραπάνω άρθρου ή μέρους του επιτρέπεται μόνο αν αναφέρεται ως πηγή το ORTHODOXIANEWSAGENCY.GR με ενεργό σύνδεσμο στην εν λόγω καταχώρηση.
Ακολούθησε το ORTHODOXIANEWSAGENCY.gr στο Google News και μάθε πρώτος όλες τις ειδήσεις.










