28/11/2025 28/11/2025 وجه الكلي القداسة رئيس اساقفة القسطنطينية روما الجديدة و البطريرك المسكوني برثلماوس الاول نداءً لحماية المدنيين، وضمان معاملة كريمة وإطلاق سراح أسرى الحرب، وعودة الأطفال المهجّرين بأمان، ووقف الأعمال العدائية فورًا في أوكرانيا، وذلك بعد القداس الإلهي الذي ترأسه يوم السبت، 22 تشرين الثاني 2025، في كنيسة القديس نيقولاوس في جيفالي القسطنطينية ، وفي ختام...
28 Νοεμβρίου, 2025 - 18:59

قدّاس في ذكرى لضحايا مجاعة الهولودومور [1932–1933]‎

Διαδώστε:
قدّاس في ذكرى لضحايا مجاعة الهولودومور [1932–1933]‎

وجه الكلي القداسة رئيس اساقفة القسطنطينية روما الجديدة و البطريرك المسكوني برثلماوس الاول نداءً لحماية المدنيين، وضمان معاملة كريمة وإطلاق سراح أسرى الحرب، وعودة الأطفال المهجّرين بأمان، ووقف الأعمال العدائية فورًا في أوكرانيا، وذلك بعد القداس الإلهي الذي ترأسه يوم السبت، 22 تشرين الثاني 2025، في كنيسة القديس نيقولاوس في جيفالي القسطنطينية ، وفي ختام القداس أقيم تريصاجيون لراحة ضحايا “الهولودومور” [1932–1933]، تلك الأزمة الغذائية المفتعلة في أوكرانيا والتي أودت بحياة ملايين الأشخاص بسبب الجوع، وكذلك عن ضحايا الحرب الدائرة اليوم في البلاد.
بمشاركة سيادة المعاون البطريركي على هذه المنطقة إسقف لألكارنَسّوس الاسقف ادريانوس
وتحدث الكلي القداسة تحديدًا عن مأساة الهولودومور، مشيرًا إلى أنها لم تكن كارثة طبيعية، بل هجومًا متعمّدًا ومنهجيًا ضد الحياة والكرامة الإنسانية. وأكد أن الاحتفالات السنوية لإحياء هذه الذكرى تُعدّ واجبًا أخلاقيًا، وتجسّد الضمير الحيّ للإنسانية التي ترفض أن تنسى آلام شعب كامل حُرم من الغذاء في محاولة لإبادته.
وخاطب البطريرك المسكوني أفراد الجالية الأوكرانية، وكذلك مجموعة من النساء الأوكرانيات القادمة من ماريوبول، ممن أزواجهن أو إخوتهن أو أبناؤهن مفقودون أو أسرى، متحدثًا عن المرحلة الدرامية الحالية التي يعيشها الشعب الأوكراني بسبب الغزو الروسي، ومشيرًا بشكل خاص إلى ذوي المفقودين والأسرى، وإلى الأطفال المخطوفين الذين يجب، كما قال، إعادتهم إلى أمان ودفء عائلاتهم.
وقال ابانا البطريرك برثلماوس :
“هذه ليست قضايا سياسية، بل مآسٍ تمسّ مباشرة ضمير الكنيسة وحضارتنا المشتركة. ففي كل إنسان متألم نرى وجه المسيح”، مشيرًا إلى أن الشعب الأوكراني يواصل إظهار صمود مبهر وصبر وتفانٍ من أجل الحياة.
وهو يناضل لحماية بلاده، وصون عائلاته، وإعادة بناء ما تضرّر. فكل دولة ذات سيادة، وفق مبادئ القانون الدولي والنظام الأخلاقي، لها الحق في رسم مسيرتها الخاصة وضمان استقرارها. وأوكرانيا ليست استثناءً. إن الكنيسة العظمى المقدسة للمسيح، الكنيسة الأم للشعب الأوكراني، لا يمكن أن تبقى غير مبالية أمام معاناته. فقلقنا رعوي، لا استراتيجي، بل روحي عميق. وكما يعلّم الرسول بولس: «وَإِنْ تَأَلَّمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ، وَإِنْ تُمَجِّدَ عُضْوٌ وَاحِدٌ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ» (1 كورنثوس 12: 26). وهذه التعاليم الإلهية تُلزِمُنا بالتضامن والرحمة والوضوح الأخلاقي.
وفي موضع آخر من كلمته، شدّد قداسته على أن “السلام يجب أن يقوم على الحقيقة والاحترام والاعتراف بكرامة الإنسان”، ودعا “قادة العالم والدبلوماسيين وجميع أصحاب الإرادة الصالحة إلى الإصرار على الحوار الصادق، والالتزام بالمبادئ الإنسانية، والعمل بعزم لضمان مستقبل تُصان فيه الحرية والسيادة ولا تُمسّ.”
وسبق ذلك كلمة قصيرة ألقاها سعادة القنصل العام لأوكرانيا في القسطنطينية، سعادة رومان نيديليسكي.
وحضر الاحتفال كلّ من اصحاب السعادة السفير قسطنطين كوترس، القنصل العام لليونان، والقناصل العامون لكلّ من كندا سعادة بريتون، والجبل الأسود سعادة برانيسلاف كارادزيتش، والسويد كارين هيرنمارك، وهولندا سعادة دان هايسينغا، ومولدوفا سيرجيو غورودوزا، ونائب القنصل العام لرومانيا مارتن غراف، وكذلك قنصلا بولندا جوانا شيمانيسكا، وبلجيكا مارتن دوريسو، نائب رئيس البعثة، إضافة إلى حشد كبير من المؤمنين من الجالية الأوكرانية، وحجاج من اليونان.
إليك الترجمة إلى العربية بدقّة وبأسلوب كنسي رسمي، وبالحفاظ على المصطلحات والألقاب كما هي:
كلمة الكلي القداسة:
كلمة الكلي القداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الاول
في الذكرى الثانية والتسعين لمأساة الهولودومور
كنيسة القديس نيقولاوس في جيفالي — 22 تشرين الثاني 2025
صاحب السيادة الأسقف المحبوب لألكارنَسّوس السيد أدريانوس،
أيها الإكليروس الموقّر،
أصحاب السعادة، السادة القناصل العامّون،
أيها الضيوف المميَّزون،
أيها الإخوة والأخوات الأحباء،
كما هي عادتنا السنوية، نجتمع في هذا الهيكل المقدّس، كنيسة القديس نيقولاوس، لنكرّم ذكرى الملايين من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين قضوا خلال المجاعة المصطنعة المعروفة باسم “الهولودومور” – أي “الموت بفعل التجويع القسري”، التي فُرضت على الشعب الأوكراني بين عامي 1932 و1933.
إن هذه الذكرى السنوية ليست مجرد طقس. إنها فعل حقيقة، وواجب أخلاقي. إنها ضمير الإنسانية الحي الذي يرفض أن ينسى معاناة أمة كاملة حُرمت من القوت في محاولةٍ لإطفاء مستقبلها.
لم يكن الهولودومور كارثة طبيعية، بل كان اعتداء متعمداً ومنهجياً على الحياة والكرامة التي منحها الله للإنسان. فحتى في سنوات وفرة المحاصيل، صودرت المؤن، وقُمعت المعلومات، وتُركت مناطق كاملة تحت رحمة أيديولوجية لا ترحم، أنكرت القيمة الروحية للشخص البشري. لقد كان هجوماً لا على الجسد فحسب، بل على الحياة الداخلية لشعب استُهدفت ثقته بالله ومحبة بعضه لبعض بقسوة.
وبصفتنا مسيحيين، نؤكد أن “حيث روح الرب، هناك الحرية” (2 كورنثوس 3: 17). فالحرية الحقيقية ليست مفهوماً سياسياً بالضرورة، بل هي المناخ الذي يستطيع فيه كل إنسان أن يعيش بالبرّ، وأن يحيا بضمير نقي، وفي شركة مع الله. وعندما تُنتهك هذه الحرية وتُشوَّه الحقيقة، تتزعزع الأسس الأخلاقية للمجتمع.
وبعد نحو قرن من تلك الحقبة القاتمة، تعود أوكرانيا لتتحمل من جديد جراح الحرب. فالمدن ما تزال تتعرض للقصف المتكرر، والعائلات تُهجّر، ويتحمّل المسنون والفقراء والضعفاء أعباءً ثقيلة. كثيرون يواجهون شتاءً صعبًا وسط بنى تحتية متضررة. وآخرون يعيشون في قلق على أحبائهم المفقودين أو الأسرى. ونحزن أيضاً من أجل الأطفال الذين اقتُلعوا قسراً من وطنهم – هؤلاء الأطفال الذين يستحقون الأمان والهوية ودفء أحضان عائلاتهم.
هذه ليست قضايا سياسية، بل مآسٍ تخاطب مباشرة ضمير الكنيسة وحضارتنا المشتركة. ففي كل إنسان متألّم نرى وجه المسيح.
ومع ذلك، وفي وسط هذه المعاناة، يواصل الشعب الأوكراني إظهار صمود رائع، وصبراً، والتزاماً بالحياة. إنهم يسعون لحماية وطنهم، وصون عائلاتهم، وإعادة بناء ما قد تضرَّر. فكل دولة ذات سيادة، وفق مبادئ القانون الدولي والنظام الأخلاقي، لها الحق في أن ترسم مسيرتها الخاصة وأن تؤمّن استقرارها. وأوكرانيا ليست استثناءً.
إن الكنيسة العظمى المقدّسة للمسيح، الكنيسة الأم للشعب الأوكراني، لا يمكن أن تبقى غير مبالية أمام معاناتهم. فقلقنا رعوي وليس استراتيجياً، بل روحي على نحو عميق. وكما يعلّم القديس بولس: «إِنْ تَأَلَّمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ تَأَلَّمَتْ مَعَهُ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ، وَإِنْ تُمَجِّدَ عُضْوٌ وَاحِدٌ فَرِحَتْ مَعَهُ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ» (1 كورنثوس 12: 26). هذه التعاليم الإلهية تُلزمنا بالتضامن، والرحمة، والوضوح الأخلاقي.
ولهذا السبب نرفع صوتنا بنداء. فمن هذا المكان المقدس—الموطن الروحي للجالية الأوكرانية المحلية—نوجّه الدعوة إلى حماية المدنيين، وإلى معاملة أسرى الحرب بإنسانية وإطلاق سراحهم، وإلى العودة الآمنة للأطفال المهجّرين، وإلى وقف فوري للأعمال العدائية. وقد أكّد المجمع المقدس والكبير للكنيسة الأرثوذكسية في كريت سنة 2016 أن «كنيسة المسيح تدين الحرب بصفة عامة بوصفها ثمرة الشر والخطيئة في العالم». وتبقى هذه التعاليم جوهرية اليوم، لأن العنف لا يستطيع أن يجلب وحدة حقيقية، والظلم لا يمكن أن يثمر سلاماً دائماً.
يجب أن يقوم السلام على الحقيقة، والاحترام، والاعتراف بكرامة الإنسان. يجب أن يحمي المستضعفين، ويؤمّن مستقبل العائلات، ويسمح لكل أمة أن تزدهر بدون خوف. يجب أن يقدم الأمل لأولئك الذين بقوا في أوكرانيا ولأولئك الذين لجأوا إلى الخارج، من الذين يقلقون على النسيج الديموغرافي والاجتماعي لوطنهم. لذلك، ندعو قادة العالم، والدبلوماسيين، وجميع أصحاب الإرادة الصالحة إلى المثابرة في حوار صادق، والالتزام بالمبادئ الإنسانية، والعمل بعزم لضمان مستقبل تصان فيه الحرية والسيادة ولا تُمسّ.
كما أن ذكرى الهولودومور تحذّرنا من التلاعب بالحاجات الأساسية. ففي الماضي حُرم شعب كامل من الغذاء، واليوم تواجه مدن بأكملها خطر فقدان التدفئة، والكهرباء، والخدمات الأساسية. فحين تُستغل الضروريات الأساسية لإضعاف روح شعب ما، نكون أمام سقوط أخلاقي خطير يجب أن يرفضه كل ضمير.
أيها الأحبة،
إن إحياء ذكرى الهولودومور يدعونا إلى الدفاع عن قدسية الحياة البشرية. وكما يقول المزمور: «أَنْقِذُوا الضَّعِيفَ وَالْفَقِيرَ، اقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَالْمُسْكِينِ. نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ» (مزمور 82: 3–4). وبذلك تصبح ذكراها تعهداً: ألا تُستخدم المجاعة مرة أخرى كسلاح، وألا يُسكت الحق مرة أخرى بالخوف، وألا تُداس كرامة شعب من جديد تحت وطأة الطغيان.
نحن نركع إجلالاً لذكرى ضحايا الهولودومور. ونحتضن الشعب الأوكراني بعاطفة أبوية. ونصلي من أجل شفاء الجراح—المرئية وغير المرئية—ومن أجل استعادة الوئام والاستقرار والكمال لبلادهم.
ليمنح الرب الإله، إله الرحمة، الراحة للراقدين، والعزاء للمتألمين، والحكمة للقادة في أنحاء العالم، والرحمة لكل قلب. وليقوّنا دائماً لنقف إلى جانب الحق والعدالة والسلام.
فلتكن ذكراهم أبدية.

البطريركية المسكونية باللغة العربية‎ 

H αναδημοσίευση του παραπάνω άρθρου ή μέρους του επιτρέπεται μόνο αν αναφέρεται ως πηγή το ORTHODOXIANEWSAGENCY.GR με ενεργό σύνδεσμο στην εν λόγω καταχώρηση.

google-news Ακολούθησε το ORTHODOXIANEWSAGENCY.gr στο Google News και μάθε πρώτος όλες τις ειδήσεις.

Διαδώστε:
Ροή Ειδήσεων